قطع الله على مر التاريخ عهود مهمّة للغاية ومنها أربعة عهود يحملوا معهم تأثير مباشر وغير مباشر على ممالك وشعوب العالم لتحقيق مقاصد الله في عالمنا على هذه “الكرة الأرضيّة”. تلك العهود الأربعة أعطيت بفترات مختلفة في تاريخ البشري, وقُطِعت هذه العهود مع شخصيّات معروفة ومُعتَبرة عند كل الأديان مثل: إبراهيم, موسى، داود والمسيح. وكل عهد هو عبارة عن وعد الله نحو الإنسان بحضوره الدائم والشخصي “للعناية والحماية”، وبالمقابل.. يتوقّع الله من جانبي “الإنسان” الطاعة والإخلاص له.

 

الرقم
0

إستمر الله بتأييد تلك ألعهود بتحقيق وعودهِ وذلك خلال “البراكات” التي تمتّع بها الشعب القديم طاعةً لشروط العهد، وبالمقابل حلّ تأديب الله على الشّعب خلال “اللّعنات” وذلك بسبب التمرّد والإنحراف عن إله العهد.

على رغم الحالتيْن استمر الرب إله ابراهيم اسحاق ويعقوب بسرد قصّة تاريخ حُبّهِ نحو الإنسان وذلك من خلال عشارات الأنبياء الذين دفعهم “الوحي المقدّس” ليُعلنوا بجُرئة عن مشيئة الإله القدير من أماكن جغرافيّة مختلفة (مصر، حاران، كنعان، ممالك يهودا والسامرة، نينوى، أشور وبابل، ارام  وتقريبًا في كل الشرق القديم) على مدار ١٥٠٠ سنة.

احتوت رسالة الأنبياء على عدّة اوجه:

١- إيصال كلمة الله وفكره للشعب وللملوك الذين ترأسوا على بني اسرائيل في ذلك الزمن. خدمتهم كانت ذات طابع خطير لأنها كانت أحيانًا تنتهي بالقتل. الوحي كان يُأيّد رسائلهم حينما وبّخوا الخطاة واعلنوا دينونة الله التي ستحل على الملك او بدمار المملكة او دمار الهيكل والسبي التي سيدفع كل الشعب لأرض بعيدة عن ارضهم التي هي ميراثهم.

٢- اشتراك الأنبياء بمئات النبوّات التي تخص المسيح! برغم “انهم خدموا بفترات مختلفت ولم يعرفوا بعضهم البعض”. تنبأّوا بكِتباتهم عن هويّة وألقاب ذاك الملك المثالي الأتي إلى العالم، مع تقديم صفاته من جهّة طبيعته الأزلية، ومن جهّة هويته الإنسانية.

“الوحي” التي مصدره – اله ابراهيم، هو من حرّك الأنبياء ليتماشوا مع ذات روح النبوّة بدون تناقد او تضارب لتحقيق وعد الله التي هو – المسيح غاية الناموس! 

الوحي المقدّس لم يوفّر عن تفاصيل دقيقة لخدمة ذاك الشخص الموعود بهِ “الآتي من الأزل إلى عالمنا المحدود” من الجانب الأخلاقي والأدبي التي يتمتّع به كفريد من نوعه – مولود بدون أب بشري – ولم يرٍث طبيعة الخطيئة التي بسببها دخل الموت إلى العالم وملَك على الجميع.

هذا المولود الفريد عن باقي البشر سيحمل صفة “المخلّص” ليُخرج من دائرة الموت أي “قبضة الشيطان ولعنة الهلاك” كل من يؤمن باسمه!، فالمسيح يحمل لقب آدم الأخير بكونه مُخلّص أمم الأرض وواهب الرجاء بالحياة الأبدية.

صليب

الملك المنتظر “المسيح” سيخرج من نسل (سُلالة) داود بحسب الجسد وسيكون إبن الله من جهّة الروح (ذات الطبيعة الإلهيّة) لكي يحقّق مشيئة الله بتأسيس ملكوته على كرة الأرضيّة كما في السماوات.

تلك ألعهود ليس لها شروط أو علاقة بأمانة الإنسان لكي تتحقّق، والسبب هو – عدم قدرته (الإنسان) المحدود بإرضاء الله القدوس، ولكن الله بنفسه مُلتزم بها لأجل إسمهِ! وهنا يُظهر الله غنى نعمته نحونا (أمم الأرض).

العنصر الجوهري في داخل العهد هو وعد الله: “أكون لهم إلها وهم يكونون لي شعبًا” (إرمياء ٣١: ٣٣: ٢ كورنثوس ٦: ١٦).